الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الإقناع في القراءات السبع
.باب: ما خالف به الرواة أئمتهم: .نافع: ورش عنه: حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا أحمد بن عمر القاضي، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن جامع، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا أبو الأزهر عن ورش عن نافع {محيايْ} [الأنعام: 162] واقفة الياء. قال أبو الأزهر: وأمرني عثمان بن سعيد أن أنصبها مثل {مَثْوَايَ} [يوسف: 23] وزعم أنه أقيس في النحو. حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا خلف بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن أسامة عن أبيه، عن يونس، عن ورش عن نافع "ومحيايْ" موقوفة الياء، و{مماتيَ} [الأنعام: 162] منتصبة الياء. قال يونس: قال لي عثمان: وأحب إلي أن تنصب {مَحْيَايَ} وتوقف {مَمَاتِي}. حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، حدثنا أبي، حدثنا خلف بن يحيى، حدثنا محمد بن أحمد بن أحمد بن خالد، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن وضاح وإبراهيم بن باز قالا: حدثنا أبو الأزهر عن ورش عن نافع {ومحيايْ} واقفة الياء. قال عبد الصمد: أمرني عثمان بن سعيد أن أنصبها كما ينصب حمزة، وزعم أنه أحب إليه وأقيس في النحو. قال ابن وضاح: قال عبد الصمد: أنا أتبع نافعا على إسكان الياء في "محيايْ" وأدع ما اختاره ورش من فتحها. وحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا فارس، حدثنا عمر بن محمد، حدثنا أحمد بن محمد بن زكريا، حدثنا عبيد بن محمد، حدثنا داود عن ورش عن نافع "ومحيايْ" موقوفة الياء، قال داود: وأمرني عثمان بن سعيد أن أنصبها مثل {مَثْوَايَ} وزعم أنه أقيس في النحو. وقد قيل: إن نافعا كان يأخذ بالوجهين، وإن ورشا اختار مما قرأ به على نافع التحريك. وإلى هذا ذهب أبو محمد مكي، وذلك لخبر أخبرناه أبو علي الصدفي، حدثنا أحمد بن خيرون ببغداد، حدثنا الحسين بن الحسن الأنماطي، حدثنا أبو الحسين بن البواب، حدثنا ابن مجاهد قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن، حدثنا الفضل بن يعقوب الحمراوي قال: قال لنا أبو الأزهر عن ورش: كان نافع يقرأ أولا "محيايْ" ساكنة الياء، ثم رجع إلى تحريكها بالنصب، وقد استبعد هذا الخبر أبو سهل، وصمم على رده أبو عمرو، وقال في "جامع البيان" وفي "الطبقات" وغيرهما: وهو غلط الحمراوي، والصحيح وقفه على ورش. وقد حكى داود بن أبي طيبة وأبو الأزهر عن ورش إسكان الياء في الباب كله نحو: "هُدَاي" حيث وقع، و{مَثْوَاي} [يوسف: 23]، و{بُشْرَاي} [يوسف: 19] وهي رواية ابن هلال عن النحاس عن أبي يعقوب فيما ذكر الأهوازي. وقال ابن أشتة: وروت الرواة عن ورش عن نافع "هُدَاي" حيث وقع بالإسكان، قال: والأخذ بالفتح مثل الكل. قال أبو جعفر: وقد قال أيضا داود وأبو الأزهر عن ورش بالفتح في ذلك: هو المشهور عن أبي يعقوب، والمعمول به. والذي يؤخذ به من طريق المصريين جميعا الفتح في الباب إلا في {مَحْيَايَ} فالأخذ فيه بالإسكان والفتح موافقة للرواية عن نافع، ولاختيار ورش. على أن أهل مصر أكثر ما يأخذون لورش بالإسكان في {مَحْيَايَ} ولا يراعون اختياره. وقال النحاس عن الأزرق عنه: إنه روي عن نافع {لَوْ أَرَاكَهُمْ} في [الأنفال: 43] بالفتح، واختار من عند نفسه الترقيق. وقال عثمان بن سعيد: قال بعض شيوخنا: إن الزيادة في المد اختيار من ورش، خالف فيه نافعا وقالون عنه. حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا الحسن بن عبيد الله، حدثنا عبد الوهاب بن محمد، حدثنا الأهوازي قال: قال لي أبو الفرج الشطوي: قال لي أبو الحسن بن شنبوذ: روى أبو سليمان عن قالون عن نافع "قُلْ رَّبِّ" بالإدغام حيث كان. واختار أبو سليمان إظهارها، قال الأهوازي: وباختياره قرأتها عليه. قال أبو جعفر: وبإظهار اللام من {قُلْ} عند الراء قرأت على أبي القاسم لقالون من طريق الحلواني وأبي مروان عنه، ومن طريق ابن شنبوذ عن أبي نشيط عنه. قال أبو الحسن الدارقطني: هذا عندي وهم من الحلواني، والله أعلم. قال الأهوازي: اختار أبو عون الواسطي في قراءة نافع ضم الميم عند نفسها وعند الهمزة، وفي رءوس الآي..ابن كثير: حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا الحسين بن عبيد الله، حدثنا ابن عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: حدثنا أحمد بن علي بن الخزاز قال: حدثنا محمد بن يحيى القطيعي عن عبيد الله بن عقيل الهلالي أنه كان يختار في قراءة ابن كثير ترك ضم الميم إذا كان في اسم الله تعالى، مثل قوله -تبارك اسمه: {رَبُّكُمْ}، و {رَبِّهِم}، وَ {إِلَهُكُمْ} ونحو ذلك، ويرفعها حيث كان في غير اسم الله تعالى، وروى القطيعي عن عبيد عن شبل عن ابن كثير إسكان ميم الجمع حيث وقعت..أبو عمرو: حدثنا أبو داود وأبو الحسن قالا: حدثنا أبو عمرو، حدثنا أبو مسلم، حدثنا محمد بن قطن، حدثنا أبو خلاد. وحدثنا خلف بن إبراهيم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي، حدثنا أبو شعيب قالا: خالف أبو محمد اليزيدي أبا عمرو في أحرف يسيرة. في البقرة {إِلَى بَارِئِكُمْ}، و {يَأْمُرُكُمْ}، و {يَنْصُرُكُمْ} فأشبع الحركة فيه. وفي قوله {لَمْ يَتَسَنَّهْ} [البقرة: 259]، وفي [الأنعام: 90] {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} طرح الهاء منهما في الوصل، وأثبتها في الوقف، وفي قوله {تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: 281] بضم التاء وفتح الجيم. وفي قوله في [آل عمران: 75] {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ}، وقوله {وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ} [النساء: 115]، و {نُؤْتِهِ} [آل عمران: 45]، [والشورى: 20] فجر الهاء في ذلك كله. وفي قوله في [الأعراف: 164] {قَالُوا مَعْذِرَةً} بالنصب. وفي قوله في [التوبة: 30] {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} نَوَّنه. وفي قوله في [طه: 102] {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} بالياء مضمومة. وفي قوله في [الواقعة: 3] {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} نصبهما جميعا. وفي [الحديد: 23] {بِمَا آتَاكُمْ} مَدَّه، فذلك عشرة أحرف. حدثنا أبو القاسم -رحمه الله- حدثنا أبو معشر، حدثنا الحسين بن علي، حدثنا أبو الفضل الخزاعي قال: وقرأت عن اختيار اليزيدي {كَاذِبَةٌ} وأختاها [الواقعة: 2] نصبا كذلك. قال الخزاعي: ونصب {كَاذِبَةٌ} لا يجوز. حدثا أبي -رضي الله عنه- حدثنا الحسين بن عبيد الله، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو الحسن الغضائري، حدثنا أبو عثمان المؤدب، حدثنا أبوعمر الدوري قال: سمعت الكسائي يقول: لولا أن اليزيدي سبقني إليه لقرأت "خَافِضَةً رَافِعَةً". قال الأهوازي: وروى ابن فرح عن الدوري عن اليزيدي، وأبو حمدون عن اليزيدي أنه كان يختار في قراءة أبي عمرو حروفا يخالفه فيها، منها في سورة [البقرة: 54] {بَارِئِكُمْ} بإشباع الكسرة فيهما، وكذلك يشبع الرفع في قوله تعالى: {يَأْمُرُكُمْ}، و {يَنْصُرُكُمْ}، و {مَا يُشْعِرُكُمْ} حيث كان. زاد ابن فرح عن الدوري عنه {وَأَرِنَا} وبابه، و {الدُّنْيَا} وبابه، بالفتح حيث كان {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً} [البقرة: 143] بالرفع {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ} [البقرة: 220] بفتح العين بغير ألف "لم يتسن وانظر" [البقرة: 259] بغير هاء في الوصل دون الوقف {أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} [البقرة: 41] بالإمالة {يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ} [البقرة: 281] برفع التاء، وفتح الجيم. وفي {يُؤَدِّهِ}، و {لا يُؤَدِّهِ}، و {نُؤْتِهِ} بالإشباع فيهن في الوصل دون الوقف. وفي [النساء: 115] {نُوَلِّهِ} و {وَنُصْلِهِ} بالإشباع أيضا فيهما. وفي [الأنعام: 90] {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا} بغير هاء في الوصل دون الوقف. وفي [الأعراف: 27، 40، 164] {هُوَ وَقَبِيلُهُ} بنصب اللام، {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ} بفتح التاءين وإسكان الفاء مخففة {أَبْوَابُ} بالنصب، و {قَالُوا مَعْذِرَةً} بالنصب. وفي [التوبة: 30، 40] {عُزَيْرٌ ابْنُ} بالتنوين، و {فِي الْغَارِ} بالفتح. وفي [يونس: 35] {يَهِدِّي} بفتح الياء والهاء. وفي النحل {بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} [7] بفتح الشين، {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ} [124] بفتح الجيم والعين والتاء. وفي [طه: 102] {يَوْمَ يُنْفَخُ} برفع الياء. وفي النور {وَيَتَّقْهِ} [52] بإشباع الكسرة في الوصل دون الوقف، {طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ} [53] بالنصب فيهما. وفي [الفرقان: 67] {وَلَمْ يَقْتُرُوا} برفع الياء وفتح القاف وكسر التاء وتشديدها. وفي [النمل: 28] {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} بإشباع الكسرة في الوصل دون الوقف. وفي سورة [يس: 5] {تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ} بكسر اللام. وفي [المؤمن: 1] {حم} بفتح الحاء حيث كان. وفي [الزخرف: 68] {يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ} بغير ياء في الحالين. وفي [الواقعة: 3] {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} بالنصب فيهما. وفي [الحديد: 23] {بِمَا آتَاكُمْ} بمد الهمزة. وفي [الفجر: 4] {إِذَا يَسْرِ} بغير ياء في الحالين. وكان يفتح رءوس الآي في الإحدى عشرة سورة. تابعه أبو حمدون من ذلك على أحد عشر حرفا: قوله تعالى: {يَأْمُرُكُمْ}، و {أَرِنَا}، و {بَارِئِكُمْ} وبابه، و {يُؤَدِّهِ} وبابها، و"لم يتسن"، و {اقْتَدِهْ}، و {تُرْجَعُونَ فِيهِ}، و {قَالُوا مَعْذِرَةً}، و {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ}، و {يَوْمَ يُنْفَخُ} في طه، و {يَا عِبَادِ} في الزخرف، و{خافضةً رافعةً}، و {بِمَا آتَاكُمْ} في الحديد فقط، وباقي الحروف إلا ما رواه ابن فرح عن الدوري عنه حسب. وقال أبو الحسن بن المنادي: كان أبو أيوب يختار القراءة في سبعة أحرف يقرؤها لنفسه، تخالف قراءة أبي عمرو، وربما أخذها على الواحد بعد الواحد فيما بلغنا من غلمانه، أحدها {أَرِنِي}، {وَأَرِنَا} بكسر الراء، والثاني {بَيَّتَ طَائِفَةٌ} [النساء: 81] بفتح التاء، والثالث {لِأَهَبَ لَكِ} [مريم: 19] بالهمز، والرابع {إِنْ هَذَانِ} [طه: 63] بالألف، والخامس {عَادًا الْأُولَى} [النجم: 50] بالهمز وترك الإدغام، والسادس {وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} [المنافقون: 10]، والسابع {أُقِّتَتْ} [المرسلات: 11] بالهمز. وقال أبو الفتح الحمصي: كان أبو عمران بن جرير يروي عن أبي شعيب كسر الراء من {نَرَى اللَّهَ} [البقرة: 55] وبابه في الوصل، واختار أبو عمران من عند نفسه الفتح. حدثنا أبو القاسم شيخنا -رحمه الله- حدثنا أبو محمد المليحي بمصر، حدثنا أبو علي البغدادي، حدثنا أبو محمد بن الفحام قال: حدثنا بكار بن أحمد بن بكار، عن الصواف، عن ابن غالب، عن شجاع قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم فقال لي: "اعرض عليَّ قراءتك" فعرضت عليه قراءة أبي عمرو، فما رد علي إلا حرفين قلت: {أو ننسأها} [البقرة: 106] فقال: "قل: {أَوْ نُنْسِهَا} " وقرأت {أرْنا} فقال: "قل: {أَرِنَا} " قال: فما خالف شجاع لأبي عمرو إلا في هذين الحرفين لأجل منامه..ابن عامر: ابن ذكوان عنه: حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا أبو علي، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو إسحاق الطبري، حدثنا أبو بكر النقاش، حدثنا أحمد بن أنس. قال الأهوازي: وحدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الشيباني قال: حدثنا محمد بن موسى بن فضالة، حدثنا أحمد بن أنس بن مالك عن عبد الله بن ذكوان. قال الأهوازي: وحدثنا أيضا أبو محمد قال: حدثنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة الليثي قال: حدثنا أحمد بن المعلى الأسدي عن عبد الله بن ذكوان قال: قلت لأيوب بن تميم: وأنت تقرأ بقراءة يحيى بن الحارث الذماري؟ قال: نعم، أقرأ بحروفه كلها إلا حرفا واحدا، قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا} [يس: 62] فإن يحيى كان يقرأ هذا الحرف برفع الجيم "جُبُلا كثيرا" وأنا أقرؤه بكسر الجيم {جِبِلًّا كَثِيرًا}، وباقي الحروف فعلى قراءة يحيى بن الحارث في القرآن كله. قال أحمد بن المعلى: واختار عبد الله بن ذكوان حرفين خالف فيهما قراءة ابن عامر، قوله تعالى: {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} في [الأنعام: 44] فخففها، و {هَيْتَ لَكَ} في [يوسف: 23] بفتح التاء والهاء فيهما. هشام عنه: حدثنا أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن طريف قراءة مني عليه في منزله، حدثنا أبوالقاسم بن عبد الوهاب، حدثنا أبو علي البغدادي قال: قال لي أبو الحسن الحمامي المقرئ في جامع المنصور ببغداد، قال لي النقاش: قال الأخفش: سألت ابن ذكوان فقلت: سمعت هشام بن عمار يدغم لام "هل، وبل" عند معظم هذه الحروف، فقال لي: ما يعرف هذا أهل الشام، وإنما اختاره هشام لنفسه. حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا الحسين بن عبيد الله، حدثنا ابن عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو العباس العجلي قال: حدثنا أبو بكر الداجوني قال: حدثنا محمد بن موسى، قال: حدثنا عبد الله بن ذكوان قال: إن هذا الإدغام شيء يختاره هشام، لا إنه رواه عن رجاله عن ابن عامر. حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا الحسين، حدثنا ابن عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الشيباني، حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان الربعي، حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد الخريمي قال: حدثنا هشام بن عمار. قال الأهوازي: وحدثنا أبو محمد قال: حدثنا أبو علي الحسن بن إبراهيم الفرائضي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن المعافى قال: حدثنا هشام بن عمار أنه كان يختار في قراءة ابن عامر في [الرعد: 39] {ويُثبِت} بالتخفيف، وفي [إبراهيم: 30] فقط {ليَضلوا} بفتح الياء، وفي [النحل: 110] {مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا} برفع الفاء، وفي [القصص: 32] {مِنَ الرَّهْبِ} بفتح الراء والهاء، وفي [سبأ: 19] {رَبَّنَا بَاعِدْ} بألف، وفيها [120] {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ} بتشديد الدال، وفي [الزمر: 38] {كَاشِفَاتُ}، و {مُمْسِكَاتُ} بالتنوين فيهما، {ضُرِّهِ}، و {رَحْمَتِهِ} بالنصب فيهما، وفي [الممتحنة: 3] {يَفْصِلُ} مخفف، وفي [المعارج: 1] {سَأَلَ} مهموز، وفي سورة [نوح: 23] قال الخريمي وحده عنه: {وُدًّا} برفع الواو، وفي [القمر: 26] {سَيَعْلَمُونَ غَدًا} بالتاء، وفي [الزخرف: 11] {تُخْرَجُونَ} برفع التاء، قال الخريمي وحده: "لما" هنا بالتخفيف أحب إليه. وروى هشام من طريقين عنه في [حم السجدة: 29] {أَرِنَا} بإسكان الراء، وفي [الحديد: 10] {وَكُلًّا} بالرفع، وقال: هما خطآن، إنما هو {رَبَّنَا أَرِنَا} بكسر الراء، و {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ} بالنصب. وكذلك روى {تَشَاءُونَ} [الإنسان: 30] بالتاء. حدثنا حسين بن محمد الغساني الحافظ، حدثنا حكم بن محمد، حدثنا عبد العزيز بن محمد، حدثنا أبو طاهر بن أبي هشام، حدثنا إسحاق بن أبي حسان قال: حدثنا هشام بإسناده عن ابن عامر { لَما} [الزخرف: 35] خفيف، قال هشام: {لَمَّا} مثقل أعجب إليَّ "لأنه بمعنى إلا". قال أبو جعفر: هذا خلاف رواية الخريمي. حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا أحمد بن عمر، حدثنا أحمد بن سليمان، حدثنا محمد بن محمد، حدثنا هشام بإسناده عن ابن عامر "لَما" خفيفة. قال أبو عمرو: وكذلك روى إبراهيم بن دحيم عن هشام، وكذلك قرأت على أبي الفتح في رواية الحلواني وابن عباد عن هشام، وقال لي: التشديد اختيار من هشام. قال: وقرأت على طاهر في رواية الحلواني بالتشديد. حدثنا أبو علي الصدفي، حدثنا عبد الواحد بن فهد ببغداد، حدثنا أبو الحسن بن الحمامي، حدثنا أبو طاهر، حدثنا ابن أبي حسان، حدثنا هشام قال: هذا خطأ، ليس في القرآن {أرْنا} إنما هو {أَرِنَا} يعني: بكسر الراء. حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا أبو مسلم، حدثنا ابن مجاهد قال: حدثني أحمد بن محمد بن بكر عن هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر {وما يَشاءون} [الدهر: 30] بالياء، قال هشام: هذا خطأ {تَشَاءُونَ} أصوب. حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا الفارسي، حدثنا أبو طاهر، حدثنا ابن أبي حسان بإسناده عن ابن عامر {وما يَشاءون} بالياء. قال هشام: تقرأ بالتاء{تَشَاءُونَ}. وكذلك قال الحلواني: إن هشاما كان يختار التاء، وبذلك كان الداجوني يأخذ في رواية هشام. حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا الحسين، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا محمد بن عمر بن سليمان، حدثنا أبو بكر الشذائي قال: قراءة إبراهيم بالياء اختيار الأخفش في قراءة ابن عامر..عاصم: حفص عنه: حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا طاهر بن غلبون، حدثنا علي بن محمد الهاشمي، حدثنا أحمد بن سهل، حدثنا علي بن محصن، حدثنا عمرو بن الصباح عن حفص أنه لم يخالف عاصما في شيء من قراءته إلا حرفا في [الروم: 54] {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} فإنه خالفه وقرأه بالرفع، ولم يكن يقرأ في القرآن غيره. قال أبو جعفر: وذكر غير واحد عن عمرو عن حفص أنه إنما رفع الضاد في الحروف في الروم لما حدثه به فضيل بن مرزوق قال: أخبرني عطية العوفي أنه قرأ على عبد الله بن عمر {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} بالنصب، وردها علي "من ضُعف" بالرفع، وقال: إني قرأت على النبي -صلى الله عليه وسلم- كما قرأتها علي، فردها علي كما رددتها عليك. وهذا الحديث قد رواه جماعة عن الفضيل بن مرزوق. حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الإشبيلي قراءة مني عليه قال: حدثنا أبو المطهر سعيد بن عبد الله الأصبهاني ببغداد، حدثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا قراد أبو نوح قال: حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية قال: قرأت على ابن عمر {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} فقال: قرأت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما قرأت علي فقال: {الله الذي خلقكم من ضُعف}. قرئ على أبي علي الصدفي وأنا أسمع، عن عبد المحسن بن محمد قال: حدثناأبو الفتح المحاملي، حدثنا الدارقطني، حدثنا الحسين بن أحمد بن الربيع الأنماطي قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا المعدل بن غيلان قال: حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ: {الذي خلقكم من ضُعف}. حدثنا أبو الوليد هشام بن أحمد بن هشام قراءة عليه، حدثنا حجاج بن قاسم بن محمد، حدثنا أبي، حدثنا عبد الوهاب بن منير، حدثنا أحمد بن محمد المصري، حدثنا إبراهيم بن راشد، حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابن عمر قال: قرأت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} فقال: {من ضُعْفٍ}. قرأت على أبي الوليد أحمد بن عبد الله بن طريف عن حاتم بن محمد الطرابلسي قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس، حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الدئيلي، حدثنا سعيد، هو ابن عبد الرحمن المخزومي، حدثنا سفيان -يعني ابن عيينة- عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابن عمر قال: قرأت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً} [الروم: 54] فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «الله الذي خلقكم من صُعْفٍ ثم جعل من بعد ضُعْفٍ قوة ثم جعل من بعد قوة ضُعْفًا وشيبة» إن شاء الله. حدثنا أبو علي الصدفي قراءة عليه غير مرة، حدثنا أبو الفضل بن خيرون والمبارك بن عبد الجبار ببغداد قالا: حدثنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد، حدثنا الحسين بن محمد بن شعبة، حدثنا أبو العباس بن محبوب، حدثنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا محمد بن حميد الرازي، حدثنا نعيم بن ميسرة النحوي، عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابن عمر: «أنه قرأ على النبي: {خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} فقال: {من ضُعْفٍ}». قال أبو عيسى: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا يزيد بن هارون عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه. وقد رواه غير الفضيل بن مرزوق عن عطية عن ابن عمر نحوه. حدثنا أبو الوليد هشام بن أحمد بن هشام قراءة عليه، حدثنا حجاج بن قاسم المأمون، حدثنا أبي، حدثنا عبد الوهاب بن منير، حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن راشد الأدمي، حدثنا حفص بن إسماعيل الأبلي، حدثنا مالك بن مغول وعبد العزيز بن أبي داود عن عطية العوفي قال: سمعت ابن عمر يقول: قرأت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} فقال: «من {ضُعْف} يا بني» وقد رواه سلام بن سليمان المدائني، وهو متروك الحديث عن أبي عمرو بن العلاء عن نافع عن ابن عمر. حدثنا أبو علي الصدفي، حدثنا أبو العباس الرازي، حدثنا محمد بن جعفر بن الفضل، حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثني هارون الأخفش قال: حدثني أبو العباس سلام بن سليمان الضرير المدائني عن أبي عمرو بن العلاء عن نافع عن ابن عمر قال: قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سورة الروم: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضُعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضُعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضُعْفًا وَشَيْبَةً} بضم الضاد في هذه الثلاث الكلمات. وباختيار حفص في هذه الكلم الثلاث قرأت على أبي القاسم من طريق عمرو وعبيد، إلا أني قرأت عليه من طريق الأهوازي عن علي بن محمد الهاشمي عن الأشناني بفتح الضاد فيهن كروايته عن عاصم. قرأت على أبي -رضي الله عنه- من طريق الهاشمي بالوجهين، عن قراءته كذلك على أصحاب أبي عمرو، وهو كان اختيار أبي عمرو ليتابع عاصما على قراءته، ويوافق حفصا على اختياره..أبو بكر عنه: حدثني أبو القاسم، عن أبي معشر، عن الحسين، عن الخزاعي عن قراءته على عبد الغفار بن عبيد الله، وعلى أبي عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي عن قراءتهما على أبي العباس بن يونس. وحدثنا أبي -رضي الله عنه- واللفظ له، حدثنا الحسين بن عبيد الله، حدثنا ابن عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو الحسين أحمدابن عبد الله بن الحسين المقرئ، حدثنا أبو العباس بن يونس، حدثنا أبو الحسن التميمي، حدثنا محمد بن غالب الصيرفي، حدثنا أبو يوسف الأعشى قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: وترك عاصم من قراءة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عشرة أحرف، ونحن نقرؤها على قراءة علي، ونخالف فيها عاصما. قرأ عليٌّ في [المائدة: 6] {وَأَرْجُلَكُمْ} نصبا، وقرأها عاصم خفضًا. وقرأ عليٌّ فيها {مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقّ} [107] بفتح التاء والحاء، {عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ} بألف بعد الياء على التثنية بالرفع، وقرأ عاصم {استُحِق} برفع التاء وكسر الحاء، {عليهم الأولِينَ} على الجمع بالياء، ويعد أبو بكر هذين حرفا واحدا لما كانا في موضع واحد. وقرأ عليٌّ في هذه السورة {هل تستطيع} [112] بالتاء في أول الحرف {رَبَّك} بالنصب، وقرأ عاصم {هَلْ يَسْتَطِيعُ} بالياء، {رَبُّكَ} بالرفع، ويعدهما حرفا واحدا لما كان أحدهما معقودا بالآخر، لا يجوز أن يقرأ إلا معه. وقرأ عليٌّ في الأنعام {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ} [33] بإسكان الكاف وتخفيف الذال، وقرأ عاصم بفتح الكاف وتشديد الذال. وقرأ عليٌّ فيها {الذين فارقوا دينهم} [159] بألف قبل الراء، وقرأ في [الروم: 32] مثله، وقرأهما عاصم بترك الألف وتشديد الراء، ويعد الحرفين واحدا لما كانا لا فرق بينهما، وإنما هي كلمة أعيدت. وقرأ علي في سبحان {حَتَّى تُفَجِّرَ لَنَا} [90] بضم التاء وفتح الفاء وتشديد الجيم وكسرها، وقرأها عاصم بفتح التاء وإسكان الفاء وتخفيف الجيم وضمها. وقرأ علي في الأنبياء {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ} [95] بألف، وقرأها عاصم "وحِرْمٌ" بكسر الحاء وترك الألف. وقرأ علي في الكهف {أَفَحَسْبُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [102] بإسكان السين وضم الباء، وقرأها عاصم بكسر السين وفتح الباء. وقرأ علي في [التحريم: 3] {عَرَفَ بَعْضَهُ} غير مشدد، وشددها عاصم. قال أبو العباس بن يونس: سمعت أبا الحسن التميمي يقول مرارا لا أحصي عددها كثرة: قراءتنا هذه قراءة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- لأن عاصما ترك من قراءة علي عشرة أحرف، هي التي ذكرناها، ونحن نقرؤها كما قرأها عليٌّ، لا كما قرأها عاصم. قال أبو العباس: قلت لأبي الحسن: {تَحْسَبَنَّ} بكسر السين ليس من قراءة عاصم على ما ذكر الصيرفي عن الأعشى عن أبي بكر، ولا هو مما ذكر أنه خالف فيها عليا، فقال: لست أقول: إن لغة علي تخالف لغة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأن لغتهما لغة قريش. قال أبو العباس: وكان من هذا الطريق أيضا أبو بكر يخالف عاصما في قول الصيرفي عن الأعشى عنه في كسر السين من قوله تعالى: {تَحْسَبَنَّ} وبابه حيث كان. وحدثني أبو القاسم، عن أبي معشر، عن الحسين، عن أبي الفضل الخزاعي عن قراءته على عبد الغفار بن عبد الله، وعلى أبي عبد الله الجعفي، عن قراءتهما على أبي العباس بن يونس الحروف، وزاد فيها {فَأْذَنُوا} [البقرة: 279] بالقصر وفتح الذال. قال الأهوازي: وقال لي أبو الفرج الشنبوذي، وأبو إسحاق الطبري، وجميع من قرأت عليه للشموني عن الأعشى: إن أبا بكر خالف عاصما في عشرة أحرف، وأدخلها في قراءته من قراءة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه. وقوله -عز وجل- في المائدة: {وَأَرْجُلَكُمْ} بنصب اللام. وفيها {اسْتَحَقَّ} بفتح التاء والحاء. {عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ} بألف على التثنية. وفيها أيضا {هَلْ يَسْتَطِيعُ} بالتاء، {رَبُّكَ} بالنصب. وفي سورة الأنعام: {لا يُكَذِّبُونَكَ} مخفف، ساكنة الكاف. وفيها أيضا وحدها فقط {فارقوا دينهم} بألف دون الحرف الذي في الروم. وفي بني إسرائيل {لَقَدْ عَلِمْتَ} برفع التاء. وفي الكهف: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا} بإسكان السين، ورفع الباء. وفي الأنبياء: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ} بألف، وفتح الحاء. وفي التحريم: {عَرَّفَ بَعْضَهُ} بالتخفيف. وذكر الشموني كسر السين في {تَحْسَبَنَّ} وبابه، وجعله من قراءة عاصم لا من اختيار أبي بكر، هكذا ذكر الأهوازي. وحدثنا أبو داود عن أبي عمرو، عن فارس، وحدثنا أبو الحسين يحيى بن إبراهيم، عن عبد الجبار بن أحمد المقرئ، كلاهما عن عبد الله بن أحمد، عن النقار، عن القاسم، عن الشموني قال: قال لي أبو يوسف الأعشى: قال لي أبو بكر: أنا أدخلت هذه الحروف من قراءة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يعني: في قراءة عاصم. وذكر الحروف وفيها {يَحْسَبُ} و {يَحْسَبُونَ} كل شيء في القرآن بكسر السين في الاستقبال، وذكر فيها {فَأْذَنُوا} مقصورا. وكذلك ذكره الخزاعي عن شيوخه عن ابن يونس. وحدثني أبو القاسم، عن أبي معشر، عن الحسين، عن الخزاعي عن شيوخه عن الشموني بهذه الحروف، وكذلك قرأت عليه -رحمه الله- من طريق الأعشى كما اختار أبو بكر، وبذلك أخذ من طريق الأعشى، ولم أذكره في هذا الكتاب، ولكن الباب اقتضى ذكر هذا عنه. وكذلك قال البرجمي عن أبي بكر: إنه خالف عاصما في عشرة أحرف. وسمى هذه الحروف، وزاد فيها {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} [البقرة: 280] بضم السين، وذكر {فَأْذَنُوا} ولم يذكر {عَرَّفَ} ولا {تَفْجُرَ} ولا "فارقوا" الثاني، ولم يذكر {تَفْجُرَ} فيما أعلم إلا ابن يونس عن التيمي عن ابن غالب، انفرد به، ولم يأت عن يحيى بن آدم شيء من هذا فيما أعلم. إن أبا القاسم شيخنا أخبرني عن أبي محمد المليحي عن أبي علي البغدادي قال: حدثني شيخنا أبو محمد بن الفحام، عن أبي الوليد الشيلماني قال: قرأت على خلف، يعني لأبي بكر {وإِنْ كلا} [هود:111] مخففة، فقال: هذا لحن، إن الخفيفة لا تنصب، اقرأ {وَإِنَّ كُلًّا} بالتشديد. قال أبو الوليد: فلا أدري اختاره لنفسه أو نقله نقلا. حمزة: حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا أبو علي، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو إسحاق الطبري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن أبي طالب المقرئ، حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن برزة الأصبهاني، حدثنا جعفر بن محمد القرشي الوزان قال: حدثني علي بن الحسين بن سلم النخعي، عن سليم بن عيسى عن حمزة -رحمة الله عليه- قال: قرأت على أبي عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم- القرآن بالمدينة، فقال جعفر: ما قرأ علي أحد أقرأ منك، ثم قال: لست أخالفك في شيء من حروفك إلا في عشرة أحرف، فإني لست أقرأ بها، وهي جائزة في العربية. قال حمزة: فقلت: جُعلتُ فداك، أخبرني بِمَ تخالفني؟ قال: أنا أقرأ في [النساء: 1] {وَالْأَرْحَامَ} نصبا، وأقرأ {يُبَشِّرُ} مشددا، و {حَتَّى تَفْجُرَ} مشددا، و {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ} بالألف، و {سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} [الصافات: 130] مقطوعا، و {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} [فاطر: 43] بالخفض، و {وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} [إبراهيم: 22] بفتح الياء، و {وَيَتَنَاجَوْنَ} [المجادلة: 40] بألف، وأُظهر اللام عند التاء والثاء والسين مثل: {بَلْ تَأْتِيهِمْ} [الأنبياء: 40]، و {هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا} [المائدة: 59] و {هَلْ ثُوِّبَ} [المطففين: 36]، و {بَلْ سَوَّلَتْ} [يوسف: 18، 83] وأنا أفتح الواو من قوله {وَوَلَدًا} في كل القرآن، هكذا قرأ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه. قال حمزة: فهممت أن أرجع عنها وخيرت أصحابي. قال الوزان: أنا إذا قرأت لنفسي قرأت بهذه الحروف..الكسائي: حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا أبو علي، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الرفاعي قال: حدثنا أبو الطيب عبد الغفار بن السري قال: إن أبا عمر الدوري روى عن الكسائي في "النصارى، وسكارى، وأسارى، واليتامى، وكسالى" بفتح التاء والصاد والسين والكاف، وأختار كسرهن في رواية الكسائي كرواية أبي عثمان المؤدب عنه.
|